المؤامرة ضد الفن السعودي!!!

محمد الخليف, (جريده الرياض).
في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي الأخير كانت هناك مسرحية سعودية وحيدة لم تخرج بجائزة تذكر، فما كان من طاقم المسرحية إلا أن أعلنوا بأن هناك مؤامرة تحاك ضدهم داخل الكواليس. وقد أثبتوا بذلك أن السعودي لا يعرف شعور الخيبة بالأمل ولا يعترف بتقصيره بل يستبدل ذلك بشعوره أنه محارب من قبل الأخرين، وهذه الحالة هي أحد أشهر أعراض مرض "تصديق النفس".
أيضا، فنان الدول العربية الأول والأخير، والذي هو في النهاية فنان سعودي بطبيعة الحال، يعبر عن رأيه بإمكانية علاج المرضى النفسيين بالموسيقى، وتثور ثائرة البعض من العامة، ويرد على هؤلاء العامة شلة من الكتاب الفنيين الذين حاولوا إثبات بأن كل ما في الأمر ليس إلا مؤامرة خبيثة تحاك ضد الفنان العربي الأول، وهذه الاتهامات لم تأتِ من قبل جماهير النجم الممتدة إلى أطراف الصومال والسودان، بل من "ربعنا"!.

وأخيرا، في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الذي اختتمت فعالياته قبل شهر في أبو ظبي، لمح البعض من أتباع مذهب الفن السعودي الحديث بأن الفن والسينما والدراما السعودية محاربة من أشقائنا العرب وذلك لتغييب "نجومنا" عن السجادة الحمراء. هذه الأخبار تم تصنيفها تحت خانة الأخبار "الممزقة للجنوب" من خطورتها في تمزيق جنبي البطن من شدة الضحك. ذلك أن "ربعنا" "مصدقين أنفسهم" بأنهم يملكون فناً حتى يحاربنا الآخرون عليه، نحن المتطفلين على عالم الفن بدأنا ننظر لأنفسنا بأننا لسنا مجرد حفنة من الدولارات المتحركة، وهذه النظرة هي التي نستحق أن يرانا عليها الجميع، لأنها النظرة الحقيقية. ولا أعلم ما هي الجذور الفكرية لإشكالية الحالة النفسية التي يمر بها الفن السعودي، حالة "تصديق النفس" والإعجاب بالذات وتقديسها، أهي من التطبيل الإعلامي والاحتفاء غير المرحب به، أو من زملائهم "أبو نضال" وربعه الذين يهللون بعبارات التعظيم كل دقيقة.

لقد قالها "حسن عسيري" من قبل، بأن سبب خيبته هو أنه صدق "شلة الإستراحة" عندما كانوا يقولون انه "أطلق واحد"، فالفن السعودي متخم بحالة "تصديق النفس" حد الثمالة، ويحتاج لصرخة عالية نقول فيها "لا يكثر"!.

الله يخلف على الفن ياشيخ قال ايش قال الفن السعودي