مما يحزن النظام السعودي أنه بذل كل جهده في القضاء على الحوثيين لكنه لم يحصل على الثمرة المرتقبة , ومع أن هذا النظام أوعز إلى أكثر من عشرين عالما من علماء النظام السعودي فأصدروا فتوى تستبيح قتل الحوثيين وتطالب أبادتهم وترى أنهم أخطر على النظام السعودي من حزب الله , لكن الأمر على العكس تماما إذ جنت السعودية الخسارة.
في الحقيقة أن هناك جهد سعودي واضح يثير الريب في الحيلولة بين وجود أي تفاهم بين الحوثيين وبين السلطة اليمنية وتلك مصيبة طامة أن تسعى السعودية ضد إقامة إي تفاهم بين المسلمين في بلد واحد.
والإتفاقية التي أبرمت بين الحوثيين وبين السلطة اليمنية تحت رعاية قطر ضمت في بنودها بارقة أمل في إيجاد التفاهم بين الحوثيين وبين السلطة اليمنية .
ومما يثير الدهشة أن هناك جهد سعودي يبذل منذ خمس سنوات مضت ومازال إلى اليوم يمنع تحقق أي تفاهم بين اليمنيين سوى عبر الصيغة القطرية أو عبر غيرها
وليس إجتياح الطيران السعودي للأراضي اليمنية وعواصف الدمار التي هبت على المناطق السكنية في محافظة صعده من ذلك القصف الجوي إلا محاولة سعودية لمنع تحقق أي تفاهم بين الحوثيين وبين السلطة اليمنية
وهنالك نشاط هائل يسود حلفاء السعودية في اليمن من أمثال علي محسن الاحمر ومن والاه من الذين تسيطر عليهم أفكار ضحلة , وتسيرهم أهواء قاتلة وشهوات غبية فهم مصرون على استمرار الحرب مشيا وراء ماترسمه لهم السعودية , ومن حقي وأنا مواطن عربي أن أصرح بأشجاني وأن أبث همومي وأنا أري الطيران الحربي يحلق ليدك مدن عظام وتقتل شعبا يمنيا كبيرا لأجل تحقيق الرغبة السعودية , وأرى السعودية تمزق العلقة بين الشعب اليمني وبين السلطة اليمنية .
أحيانا يبحث عقلاء وعلماء ووجهاء اليمن إلى حل فيقتربون من صيغة تفاهم بين الحوثيين وبين السلطة اليمنية , وحينما تدرك السعودية بأن جهودها في أشعال الفتنة بين الحوثيين وبين السلطة اليمنية قد وصلت إلى طريق مسدود , فتسارع السعودية إلي حلفائها في اليمن بقتل أو سجن أو تهديد كل يمني يسعى إلى إيجاد صيغة تفاهم بين الحوثيين وبين السلطة اليمنية وكأن بين السعودية وبين التفاهم بين اليمنيين خصومة شديدة .
وفي نظام سعودي يبحث عن التفاهم مع النظام الصهويني الغاصب , و في نظام سعودي يدعو إلى التفاهم مع العدو الامريكي ,
وفي نظام سعودي يطالب كل الحركات الإسلامية أن تتفاهم مع اسرائيل وامريكا , في نظام سعودي يرى أن على حركة حماس أن تتفاهم مع النظام الصهويني الغاصب , في نظام سعودي يرى أن على حزب الله أن يتفاهم مع النظام الصهويني الغاصب , ولكن هذا النظام السعودي في نفس الوقت يبذل كل جهده في ايجاد التباعد بين المسلمين في اليمن , ويرفض أي تفاهم بين الحوثيين وبين السلطة اليمنية .
قرأت في الصحف التابعة للنظام السعودي من يبرر الجرائم والحروب التي تقع في صعده بأنها بسبب الرغبة السعودية التي تعبر عن معادلة سعودية جديدة ترى بأن الحرب ضد صعده هدفها مواجهة المد الفارسي الايراني في اليمن , ولكن الحقيقة المرة هي أن هدف السعودية من الحرب ضد صعده هو فقط مواجهة الزيدية من خلال ضرب قيادتهم المتمثلة بالحوثيين.
فلنتأمل في الواقع اليمني ومايحدث ويقع على الأرض فلن نرى في صعده إلا مجازر تقشعر منها الجلود نتجت من السياسة السعودية
ولا نرى لايران أثر في الواقع الملموس والمحسوس على الارض.
في اعتقادي أن طرح قضية مواجهة المد الفارسي الايراني في اليمن
من قبل حلفاء السعودية في اليمن هو من قبيل سياسة ذر الرماد على العيون حتى لاترى العيون جرائم السعودية في صعده وتنصرف إلى خطر ايراني وهمي ليس له أي وجود في محافظة صعده .
إن السياسة السعودية تحتاج إلى تنقية شاملة , وإن الدعاة داخل اليمن إلى متابعة السياسة السعودية يجب أن يتراجعوا , إذا اردنا أن نحصل على السلام والصلح والتفاهم وتنتهي الحرب في صعده وفي غيرها من بقاع اليمن .