واشنطن اعلنت قلقها.. والسعودية تتورط في مستنقع الحرب اليمنية
بدت السعودية وقد تورطت بالكامل في الحرب الاهلية اليمنية، اذ اكدت السلطات السعودية الجمعة انها شنت غارات جوية على مواقع للحوثيين على حدودها وذلك بهدف القضاء على تهديدهم للاراضي السعودية غداة هجوم دام لمقاتلين حوثيين يمنيين داخل المملكة، بينما اعلن الحوثيون عن اسر عدد من الجنود السعوديين.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية 'واس'عن مصدر سعودي مسؤول قوله في بيان ان دخول المسلحين الحوثيين إلى 'الأراضي السعودية والاعتداء على دوريات حرس الحدود وقتل وجرح عدد منهم والتواجد على أرض سعودية هو انتهاك سيادي يعطي للمملكة كامل الحق باتخاذ كافة الإجراءات لإنهاء هذا التواجد غير المشروع'.
وأضاف المصدر 'ان العمليات سوف تستمر لحين اكتمال تطهير كافة المواقع داخل الأراضي السعودية من أي عنصر معاد مع اتخاذ التدابير اللازمة للحد من تكرار ذلك مستقبلا'.
ومن جهته أعلن محمد عبد السلام الناطق باسم جماعة المتمردين الحوثيين باليمن عن أسر مجموعة من الجنود السعوديين اثناء الحرب التي تشنها الرياض على المتسللين التابعين لجماعة الحوثي شمالي اليمن.
وزعم عبد السلام أن الحوثيين قاموا بالاستيلاء على اسلحة بعض الجنود السعوديين وأمتعتهم، كما قاموا بأسرهم وتصويرهم، مضيفا انه سوف يتم عرض صورهم والاشياء التي استولوا عليها وهي عربة همر ومدرعة وبعض الاسلحة خلال الساعات القادمة.
وطالب بانهاء الاعتداء السعودي على الاراضي اليمنية على حد وصفه، لافتا الى ضرورة الحفاظ على العلاقة الطيبة بين الشعبين اليمني والسعودي.
وهاجم الحوثيون بشكل مفاجئ مركزا لحرس الحدود السعودي، واصيب خمسة من الجنود السعوديين ظهر الجمعة. وحسب شهود عيان فان تبادلا كثيفا للنار اندلع في المنطقة.
وتابعت مصادر من الموقع لـ 'القدس العربي' أن مجموعة أخرى من المسلحين الحوثيين هاجموا قرية 'القرن' على بعد خمسة كيلومترات فقط من تمركز الجيش السعودي بالمنطقة الحدودية مع اليمن، وجرى تبادل لإطلاق النار في محيط قريتي 'القرن' و'قوا' السعوديتين.
واستدعت السلطات السعودية فريقا مظليا متخصصا في الإنزال الجوي وحرب العصابات، لتعذر السيطرة على المعركة عن طريق القصف الجوي والمدفعي فقط، حسب مراقبين.
ورأى تقرير لوكالة 'رويترز' أن إرسال السعودية جنودا عبر الحدود لمواجهة مقاتلين يسكنون الجبال وقوت الحرب شوكتهم يعد أمرا محفوفا بالمخاطر بالنسبة لأكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وبالنسبة للمنطقة.
ورغم أن القوات المسلحة السعودية مزودة بمعدات أمريكية وموارد اكبر من اليمن، لكنها لم تختبر نسبيا في حرب العصابات.
وتعتبر السعودية الحليف الرئيسي لليمن الى جانب الولايات المتحدة. وتعتمد الحكومة اليمنية على المساعدات المالية السعودية. ورأى التقرير أن صنعاء لم تنجح في إخماد التمرد بالشمال على الرغم من بدء عملية (الأرض المحروقة) في آب (اغسطس) الماضي.
لكن التحرك العسكري السعودي المباشر لن يحظى بتأييد بعض اليمنيين الذين يشعرون بحنق تجاه جارتهم الشمالية، وهي مشاعر يمكن أن يستغلها جناح تنظيم القاعدة بالمنطقة وقد تلهب صراعا يتفجر من وقت الى آخر منذ عام 2004.
ويأتي اليمن على رأس مصادر القلق بالنسبة لمسؤولي مكافحة الإرهاب الأمريكيين الذين يشاركون السعودية قلقها العميق من انعدام الاستقرار والتشدد المتزايد في اليمن والمكاسب التي قد يجنيها تنظيم القاعدة من إضعاف سيطرة الحكومة.
وقد لا تؤيد الولايات المتحدة توغلا سعوديا، لكن من غير المرجح أن تعترض بشدة إذا أوضح اليمن أنه يرحب بمساعدة الجيش السعودي في مواجهة المتمردين بالشمال.
وقد يثير تدخل عسكري سعودي ردة فعل أكثر حدة من قبل طهران التي تبدي تعاطفا مع الحوثيين وتنفي دعمها لهم.
وفي واشنطن اعربت الخارجية الامريكية عن 'القلق لاتساع النزاع' على الحدود بين السعودية واليمن ودعت جميع الاطراف الى 'حماية ارواح المدنيين'.
وقالت الحكومة السعودية في بيانها انها اتخذت سلسلة من الاجراءات للتصدي لهؤلاء المتسللين من بينها 'تنفيذ ضربات جوية مركزة على تواجد المتسللين في جبل دخان والاهداف الاخرى ضمن نطاق العمليات داخل الاراضي السعودية' وذلك انطلاقا من محافظة جيزان جنوب السعودية.
واضافت ان السلطات السعودية قامت 'باسكات مصادر اطلاق النار من قبل المتسللين (...) واحكام السيطرة على مواقع اخرى حاول المتسللون التواجد فيها'.
وردت القوات السعودية على هجوم للمتمردين الحوثيين الثلاثاء داخل الاراضي السعودية قتل فيه حارس حدود واصيب 11 آخرون. وقام المتمردون اليمنيون باحراق ست سيارات واحتلوا قريتين قبل ان تطردهم منهما القوات السعودية، بحسب الحكومة.
واظهرت صور بثت على موقع على الانترنت منازل في القريتين السعوديتين لحقت بها اضرار بسبب قذائف هاون مفترضة اطلقها متمردون.
واعتبر مسؤول سعودي طلب عدم كشف هويته، ان بلاده 'غاضبة جدا من توغلات مجموعة مدعومة من ايران'