إن اعتراض الدول الغربية على العديد من القرارات أو امتناعها عن تأييدها حول ضرورة نزع السلاح النووي الاسرائيلي وضرورة قيام وكالة الطاقة الذرية بزيارة مفاعل ديمونة ونزع كل الرؤوس النووية الاسرائيلية يظهر الوجه القبيح والمزيف لهذه الدول عندما تتحدث عن الأمن والسلام وحقوق الإنسان، إذ أمام “إسرائيل” وسياساتها ونهجها تظهر هذه الدول على حقيقتها، كم هي ضعيفة وهزيلة وتافهة أمام ما تمثله “إسرائيل” من تعالي واستكبار على المجتمع الدولي وقراراته وكم هي قوية ومستأسدة وحريصة على تطبيق القانون والشرعية الدولية إذا ما تعلق الأمر بدولة عربية قررت الخروج على سياسات وأوامر الدول الغربية وانتهجت خطاً استقلالياً مختلفا ,او انها قررت امتلاك السلاح النووي ًعلى غرار اسرائيل وما تمتلكه من ترسانة نووية , .
إن “إسرائيل” التي تمتلك أكثر من 200 رأس نووي، كما تؤكد ذلك كل مراكز الأبحاث العسكرية، وهو أمر لم يعد سراً، بل بدأ قادة الكيان الصهيوني يعترفون به، لا تشكل خطراً على الأمن والسلم الدوليين بالنسبة للدول الغربية، بل إن هذه الدول تتعمد التغطية على امتلاك الكيان سلاح التدمير الشامل هذا، كما تتعمد التغطية على اعتداءاته وجرائمه ..
إن مثل هذا الانحياز الأعمى للكيان الصهيوني وعدم الضغط على هذا الكيان للكشف عن مفاعلاته النووية ونزع السلاح النووي وهو دور لابد ان تقوم به وكالة الطاقة الذرية رغم كل ما يمثله من تهديد لأمن المنطقة يفقد الدول الغربية مصداقيتها ويشل دورها ويسيء إلى العلاقات التي تربطها بالدول العربية، ويشجع “إسرائيل” على المضي قدماً في اعتداءاتها وتحديها للمجتمع الدولي وانتهاكها لقرارات الشرعية ويفتح الباب امام العديد من الدول عربية كانت ام غير عربية للسعي لامتلاك السلاح النووي مما يقودنا في نهاية الامر الى سباق تسلح نووي تخشى البشرية من حصوله .”.
إن هذه السياسة الغربية في ممارسة معايير مزدوجة تجاه الكثير من القضايا الدولية، ومن بينها امتلاك “إسرائيل” للسلاح النووي، يفقد هذه الدول احترام وثقة شعوب العالم، لأنها دول غير مؤتمنة على تطبيق شعارات ترفعها. فكيف يمكن مطالبة كوريا الشمالية مثلاً بنزع سلاحها النووي وتهديدها بالعقوبات الاقتصادية وغيرها؟ وبالمقابل كيف يمكن التغاضي عن امتلاك “إسرائيل” للسلاح النووي والدفاع عنه والحؤول دون مراقبته؟ وكيف يهدد سلاح كوريا الشمالية الأمن والسلم في شبه الجزيرة الكورية وآسيا، ولا يهدد السلاح النووي “الإسرائيلي” الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط؟