ان العديد من قرارات مجلس الأمن الدولي والتي تدعو إلى عالم خال من الأسلحة النووية تجاهلت عن عمد ترسانة "إسرائيل" النووية واكتفت بالإشارة إلى إيران وكوريا الشمالية وبعض الشبهات حول سوريا ..
قبل هذا القرارات كشف التصويت في الوكالة الدولية للطاقة الذرية إثر نجاح الدول العربية للمرة الأولى في تحرير مشروعي قرارين يطالبان "إسرائيل" بالانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي وفتح منشآتها النووية أمام المفتشين الدوليين عن مدى انحياز الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة للكيان الصهيوني وإبقائه بعيداً عن المراقبة وإبعاد أسلحته النووية عن الاتفاقات والمعاهدات الدولية رغم امتلاك "إسرائيل" لأكثر من 200 رأس نووي كما تؤكد جميع الأبحاث العسكرية وهو أمر لم يعد سراً بعد اعتراف الخبراء الأمريكيين بوجوده .
ومن الغريب في هذا الإطار أن الغرب يهدد إيران ويتوعدها بأشد العقوبات إذا لم تتخل عن مساعيها النووية رغم علمه الأكيد أن منشآتها مخصصة للأغراض السلمية بعلم وموافقة الهيئة الدولية للطاقة الذرية وفي نفس الوقت يتغاضى عن الترسانة النووية الإسرائيلية التي تصر تل أبيب على إبقائها خارج النقاش رغم كل ما تمثله من تهديد لأمن المنطقة.
لاشك أن هذه السياسية الغربية في ممارساتها لمعايير مزدوجة تجاه الكثير من القضايا الدولية ومن بينها امتلاك "إسرائيل" للسلاح النووي يفقد هذه الدول احترام وثقة شعوب العالم لأنها غير مؤتمنة على تطبيق شعارات ترفضها فكيف يمكن مطالبة كوريا الشمالية على سبيل المثال بنزع سلاحها النووي والتغاضي والسكوت عن السلاح النووي «الإسرائيلي» الذي يشكل خطراً على الأمن والسلم الدوليين. رغم كل ما يقال عن الغموض النووي الإسرائيلي فإن دول العالم وفي مقدمتها الدول العربية تتعامل مع "إسرائيل" على أنها دولة نووية. وهذا التغاضي الذي تمارسه الدول الغربية حول ما تمتلكه اسرائيل من سلاح نووي فان ذلك يفتح الطريق امام جماعات متطرفة لامتلاك سلاح نووي خاصة وان الجماعات الارهابية المتطرفة ليس لها دولة بل هي افراد وعصابات تعيش في الادغال والجبال ولا تنطبق عليها قوانين الشرعية الدولية .