من الواضح ان اية امة من الامم لها الحق كل الحق في امتلاك وسائل القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي تمكنها من تحصين نفسها وتقوية شوكتها والدود عن حياض شعوبها وترسخ فيها مكانتها بين الامم خاصة في ظل تكالب القوة الغربية الاستعمارية على الدوام بالامم التي تريد ان تكون لها مكانة تحت الشمس..
نحن مطالبون والحال على ما هو عليه مع ايران هذه الايام ان نستخلص الدروس والعبر وان على المسلم ان يكون يقظا متفطنا متفاعلا مع كل حدث كوني يحدث هنا او هناك ..
والتفاعل ينطلق من قاعدة اننا نعيش مرحلة من عمر البشرية تداخلت فيها التاثيرات وتشابكت فيها العلاقات والمصالح واصبح من العسير على أي دولة ان تعيش بمعزل عن غيرها من الامم والشعوب، ولن يكون بمقدورها ان تعيش داخل اسوار وحدود تصطنعها لنفسها ولو أرادت.
ان ما يحدث لايران الآن سبق وان حدث مثله مع الهند وباكستان وغيرهما من البلدان.. وكعالم عربي واسلامي ننتمي الى الدائرة الاسلامية نحس بشيء من التضامن طبقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم " اذا اشتكى منه عضو تظاهر له باقي الاعضاء بالسهر والحمى" فاهتمامنا اذن لا ينبع من فراغ وانما تدفعنا اليه روابط العقيدة والتاريخ والجغرافيا فضلا عن كوننا جزءامن هذا العالم نتاثر بكل ما يحدث فيه.
ان دروس الحدث الايراني الذي لا يزال يتفاعل عديدة ولعل اهمها بالتسجيل فهمنا ان قوة الامم وبناءها لا تحتاج الى استئذان من أحد وان الانخداع بالشعارات واللهث وراء الاماني والوعود الزائفة الكاذبة لايحقق امنا ولا قوة ولا هم يحزنون وان أي امة او شعب يريد بناء دولة مستقلة ويسعى للحفاظ على هذا الاستقلال لا مناص له من السير قدما الى الامام غبير ملتفت ولا آبه بما يقوله عنه الآخرون وعليه الا يبني حساباته واستراتيجيته على رد ود افعالهم أي لا يبالي بسخطهم او رضاهم عنه . يقيني ان عهدا جديدا.. لا من العلاقات بين الامم والشعوب واجواء الانفتاح التي تسود العلاقات الدولية فان المعادلات الاساسية التي تحكم مواقف الدول لازالت المصالح العليا هي التي تتحكم في السياسات والقرارات ولازال هامش القوة المتاحة هو الذي يوفر وسائل الضغط والمناورة وفرصة نجاح الديبلوماسية... هل تعتقد ان اقوياء العالم وعلى راسهم امريكا اليوم يعبأون بالاحاديث الطويلة الممجوجة عن النوايا السلمية وروح الود والصداقة..
انظر كيف يكيلون بمكيالين انه لمن المستغرب ان يدور الحديث عن عقوبات قاسية ودروس يتم تلقينها" لايران" رغم ان كل عاقل منصف يعلم ان ذلك من حقها بل من ابسط حقوقها في حين أ ن "اسرائيل" هذه الجرثومة الخبيثة التي زرعت في صلب العالم العربي والاسلامي تملك رأسا نوويا وتستطيع ان تجعل من الدول المحيطة بهاأثرا بعد عين وفي لمح البصر ومع ذلك لا يتحدث عنها بل تظهر بمظهر المسكين الذي يسعى العرب والمسلمون الى الالقاء به في البحر وهي بهذا "تتمسكن لتتمكن" لقد بات امر الدولة العبرية النووية محسوما والكلام لأحذ قادتهم شمعون بيريز يعلن ويقول بالفم المملوء" انه لولا المشروع النووي الاسرائيلي ما كان لكيانه ان يصل الى اوسلو وأن يقتع العرب باستحالة انتصارهم عليه".ا ذ منذ اغتصابهم فلسطين لم يدخر الصهاينة جهدا لامتلاك القنبلة النووية وتهديد الدول المجاورة بالدمار الشامل وخلال نصف قرن تقريبا بات الكيان الصهيوني قادرا سنويا على انتاج وفي مقابل ذلك يعمل على منع أي من دول العالم الثالث والدول العربية والاسلامية من امتلاك الخبرات النووية. وهذا السعي الحثيث المتواصل لامتلاك جميع انواع الأسلحة وخاصة اسلحة الدمار الشامل يؤكد الشعور الملازم لهدا الكيان بالخوف من الفناء والزوال ومن الأخطار التي تهدد وجوده في منطقة اغتصب جزءا منها وشرد اهلها الى بلاد اخرى مجاورة واقام فيها اقامة غير شرعية