يقولُ تقرير أعدَّه مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الذي مقرُّه واشنطن، يقول أن الرؤوس النووية الإسرائيلية تمتلك قدرات جوية وبحرية، وتقول الدراسة التي أعدَّها "أنتوني كوردسمان" الخبير الإستراتيجي السابق بوزارة الدفاع الأمريكية أن إسرائيل حاليًّا بحوزتها 200 رأس حربي نووي، وقامت بإنتاج أسلحة نووية حصيلة إنتاجها واحد ميجا طن (مليار طن)" وتمتلك إسرائيل أيضًا قنابل نيوترونية منخفضة لها القدرة على تدمير القوات بأقلِّ ضررٍ في الممتلكات.
ويضيف التقرير أن إسرائيل تستخدم الصواريخ الأمريكية الصنع من طراز إف 16 وصواريخ أريحا 1 و2 لإيصال الرءوس النووية، كما قامت الحكومة الإسرائيلية في الآونة الأخيرة بشراء ثلاثة غواصات دولفين ألمانية فئة 800 حتى يصبح لديها قدرة ضاربة مع صواريخ كروز النووية التي تُطلَق من البحر.
ويعتبر وجود التسلح النووي الإسرائيلي هو أكبر دليل على نفاق القوى الغربية التي تعرِب مرارًا عن قلقِها العميق بشأن مساعٍ محتملة تقوم بها إيران لامتلاك أسلحة نووية، ففي المؤتمر الصحفي الذي عُقِد في البيت الأبيض يوم 18 مايو 2009 أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن قَلَقِه البالغ إزاء المساعي التي تقوم بها إيران من أجل امتلاك أسلحة نووية، واستمرَّ أوباما في حديثه قائلًا: "إن امتلاك إيران للسلاح النووي لن يشكِّل تهديدًا لأمن إسرائيل والولايات المتحدة فقط، بل إنه سيمثِّل زعزعةً شديدة للاستقرار في المجتمع الدولي بأكمله، وقد يشعل سباقًا للتسلح النووي في الشرق الأوسط.
وفي خطابه نسي الرئيس أوباما أن يتعرَّض ولو بإشارة واحدة إلى الترسانة النووية الإسرائيلية، والتي تمثل تهديدًا للشعوب الإسلامية في الشرق الأوسط، إن المسئولين في الإدارة الأمريكية لم يتحدثوا عن التهديد الذي تشكِّله إسرائيل على الدول الإسلامية لأن الشعوب العربية والإسلامية، من وجهة نظرهم، ليس لها الحق في أن تعيش بأمان، هذا فقط هو كل ما يقومون بفعله، فسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تسعى فقط للحفاظ على احتكار إسرائيل للسلاح النووي، والحفاظ على قدرتها لتهديد وابتزاز الشعوب العربية والإسلامية، فإسرائيل تعتقد أنها إذا قامت بِشَنِّ هجوم على أيِّ دولة مسلمة في الشرق الأوسط فإن هذه الدولة لن تستطيع الردَّ خوفًا من أسلحتها النووية، تلك الأسلحة التي تُنَمِّي الشعور بالسيادة الإسرائيلية وتحافظ على رفضها لعبارات الناشط السياسي والكاتب الأمريكي نعوم تشومسكي بإعطائها إحساسًا زائفًا بأنها لا تُقهَر