نلقي الضوء قليلاً على أخطر الملفات النووية في العالم، وفي مقدمها "اسرائيل"، التي تمتلك مفاعلين نوويين .
- الأول: يقع في ناحال سوراك بقوة 5 ميغاواط يستعمل المياه الخفيفة• - والثاني: يقع في ديمونا بقوة تصل الى 150 ميغاواط ويعمل بالماء الثقيل، ويعمل على اليورانيوم الطبيعي، وبالتالي فهو يستعمل لإنتاج المواد الإنشطارية• ولدى "اسرائيل" منشآت خاصة بالتخصيب تستعمل تكنولوجيا اللايزر، وأخرى تعمل عن طريق الطرد المركزي•
وبشأن السلاح النووي ، فهناك تقارير تشير الى إمتلاك "اسرائيل" ما يقارب 650 رأساً نووياً، بحيث أن مفاعل "ديمونا" ينتج 20 كلغ من مادة البلوتونيوم سنوياً، ما يكفي لصناعة 200 رأس نووي يستعمل البلوتونيوم كمادة للتفجير• من بينها القنابل الهيدروجينية ذات القوة التدميرية الأكبر التي توصّلت "اسرائيل" لصناعتها في ثمانينيات القرن الماضي، يضاف إلى ذلك امتلاكها للقنبلة النيوترونية التي تقتل البشر دون تدمير البنى التحتية والمدن مستخدمة الإشعاع غاما•
ويمكن حمل هذه الرؤوس النووية بواسطة الطائرات أو نظم الصواريخ المتحركة أو بواسطة الغواصات•
بالنسبة للطائرات، فالأسطول الجوي الإسرائيلي يزيد عن الـ 400 طائرة "أف16 وأف15"، وهذه الطائرات قادرة على حمل قنابل نووية وبمدى يتجاوز 5000 كلم• وتشير بعض المعلومات الى أن "اسرائيل" خصّصت لمهمة إلقاء القنابل النووية "على أهداف معينة عند الضرورة" عدداً ضئيلاً من الطيّارين ولكنهم مدرّبون جيداً على توجيه مثل هكذا ضربات ومن خلال الأسراب التالية: 111 و115 و116 و140 و253، وستنطلق هذه الأسراب من قواعد "تل نوف" شمالي تل أبيب، و"نيفابكم" جنوبي شرقي بئر السبع و"رامون" في صحراء النقب بحسب تقارير لمجلة "جينز" العسكرية•
نظم الصواريخ
أما بالنسبة لنظم الصواريخ القادرة على حمل الرؤوس النووية، فـ "إسرائيل" تمتلك صواريخ "أريحا-1" (Jericho 1) الذي يبلغ مداها 600 كلم وحمولتها 1000 كلغ، وصواريخ "أريحا-2" الذي يبلغ مداها 1450 كلم، وقد خضعت للتحسين أوائل التسعينيات فأصبح مداها يقارب 2200 كلم (تغطي الأراضي العربية وباكستان والعمق الأوروبي أيضاً)، وتعمل "اسرائيل" على تطوير صاروخ "أريحا-3" العابر للقارات، وقد تم تجهيز قاعدتي "زكريا" جنوب شرقي تل أبيب و"تل نوف" في الشمال الغربي بها، وخزنت أيضاً كميات كبيرة منها في حصن "كفرزخريا"•
والبحر أيضاً له دوره• فالغواصات النووية الثلاث "دولفين" التي اشترتها "اسرائيل" من ألمانيا مجهزة بصواريخ "كروز" الأميركية القادرة على حمل رؤوس نووية ويبلغ مداها 900-1300 كلم، واحدة منها تجوب البحر المتوسط، وأخرى تجوب البحر الاحمر، وصولاً الى الخليج العربي، وثالثة راسية على الشواطئ الإسرائيلية، وفي 7 تموز 2006 وقّعت "اسرائيل" صفقة جديدة مع ألمانيا لشراء غواصتين نوويتين جديدتين•
وفي ما خص السلاح الكيماوي والبيولوجي، فهناك معلومات عن مصنع سري لغاز الخردل، وغاز الأعصاب مقام قرب مفاعل "ديمونا" في صحراء النقب، وما دلّ على امتلاك "اسرائيل" لمثل هذه المواد هو محاولة إغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل في الأردن بواسطة سلاح كيماوي، وأيضاً سقوط طائرة "العال" الإسرائيلية فوق مدينة امستردام في تشرين الأول من العام 1992، حيث قتلت 43 شخصاً في البناء الذي سقطت عليه، وتبين أنها كانت تحمل 50 غالوناً من مادة "Dimethyl Methl Phosphate" التي تستعمل لصنع غاز الأعصاب "سارين"، ويرجح أنها من ضمن 480 رطلاً كانت معدّة لنقلها الى "إسرائيل"•
كما وتشير تقارير أميركية الى وجود مختبر للأبحاث البيولوجية ضمن "مؤسسة الأبحاث البيولوجية" في "بيسطونا" على بعد 12 ميلاً جنوب تل أبيب ويمتد على مساحة 14 هكتاراً، يعمل فيه أكثر من 300 شخص بينهم 120 عالماً متخصصاً في التكنولوجيا البيو- كيماوية•
عدم الإعتراف •• وامتلاك عامل رادع
وبالرغم من عدم اعتراف "اسرائيل" الرسمي بامتلاكها هذه القدرات، فإنها استطاعت امتلاك عامل رادع له قوته المرعبة بوجه كل من يفكر بتدمير أو حتى توجيه أية ضربة لها، فبالإضافة إلى استعمالها سلاحها الكيماوي وان كان بشكل محدود في إجتياحها للبنان عام 1982، فإن "اسرائيل" وضعت قدراتها النووية بحالة طوارئ لأكثر من ثلاث مرات 1956 و1967 و1973 لإستخدامها في حال انقلبت موازين المعركة التقليدية في غير صالحها، ولعل آخر مرة وضعت القدرات النووية الإسرائيلية في حالة التأهب كانت أثناء الغزو الأميركي للعراق 2003 للرد على أي هجوم صاروخي عراقي محتمل، كما أنه لا يجب أن ننسى التهديد الإسرائيلي لمصر بتدمير السد العالي من خلال القصف النووي له والذي قابله تهديد مصري بقصف مفاعل "ديمونا"•
والحديث اليوم عن التهيؤ لوضع القوة النووية في وضعية تأهب في حال شنّت الولايات المتحدة هجوماً على إيران، فبحسب المحلل الإستراتيجي المصري خالد سويلم أنه "تم نقل التهديد الإسرائيلي الى الأوساط الأميركية بأن أي صاروخ شهاب إيراني يسقط على "اسرائيل" سيكلّف إيران الملايين من مواطنيها"•• لهذا، نرى السعي الإيراني لإمتلاك السلاح النووي لمحاولة استباق الهجوم عليها لكي يكون لديها ورقة رادعة بوجه الولايات المتحدة و"اسرائيل"•
وبعد العرض نسأل: ما مصير العرب من كل ما قيل من حقائق وارقام .