إن من أهم أهداف القرن الحادي والعشرين التي يجب أن تحكم بها جميع أمم الأرض بدون تمييز أو تحيز، نزع السلاح النووي وغيره من أسلحة الدمار الشامل، وضبط التسلح به والعمل على جعل العالم خالياً من تلك الأسلحة المدمرة
لا شك ان البشرية عانت وتعاني من ويلات الحروب على مر العصور والازمان بما في ذلك عصرنا الحاضر، الا ان حروب العصر الحاضر تختلف عن سابقاتها من حيث الكيف والكم، فنوعية الاسلحة المستخدمة وقدرتها التدميرية اصبحت لا تضاهى خصوصاً بعد اكتشاف الطاقة الكامنة في الذرة ونواتها، والتي تمت الاستفادة من تطبيقاتها السلمية في مجالات عديدة شملت تحلية المياه، وتوليد الكهرباء، وفي الطب، والزراعة، والاثار، والتعليم، والنقل، والمواصلات، والتي يجب ان تستفيد منها البشرية بجميع اجناسها واعراقها دون قيود أو احتكار أو وصاية من قبل من سبقوا الى الاستفادة من هذا المجال. الا ان السيىء في مجال استغلال الطاقة النووية هو استخدامها في المجالات العسكرية حيث القتل والتدمير. ومجال الاستخدام العسكري للطاقة النووية ليس مجرد احتمال أو افتراض لانه تم استخدام القنابل النووية في نهاية الحرب العالمية الثانية عندما القت الولايات المتحدة الامريكية قنبلتين نوويتين على كل من مدينتي هيروشيما ونجازاكي في اليابان.
وعلى العموم فإنه مما لا شك فيه ان من اهم اهداف القرن الحادي والعشرين التي يجب ان تحكم بها جميع امم الأرض بدون تمييز أو تحيز، نزع السلاح النووي وغيره من اسلحة الدمار الشامل، وضبط التسلح به والعمل على جعل العالم خالياً من تلك الأسلحة المدمرة وهي الاسلحة النووية، والأسلحة الكيميائية، والاسلحة الجوية، والاستعاضة عن ذلك ببناء توازنات استراتيجية اقليمية ودولية. ان العرب مهددون اكثر من غيرهم في منطقة الشرق الاوسط لانهم لا يملكون مقومات الدفاع عن انفسهم امام انتشار اسلحة الدمار الشامل واحتكارها من قبل اسرائيل خصوصاً القوة النووية الاستراتيجية.
نعم ان انشاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية كان حدثاً ممتازاً من حيث المبدأ خصوصاً انه تبعه توقيع عدد كبير من الدول على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية أو العمل على انشاء مناطق خالية من الأسلحة النووية، الا ان من اهم عيوب تلك الوكالة هو عدم الاستقلالية وتحكم الدول الكبرى في كثير من قراراتها، ومن اهم الشواهد على ذلك ان تلك الوكالة لها صوت ملعلع ضد كوريا الشمالية وضد ايران ومن قبل ذلك ضد العراق ولكننا لا نكاد نسمع اي كلمة حول الملف النووي الاسرائيلي ولم يتم تبني اي قرار يشير الى اخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل والذي ترفضه اسرائيل جملة وتفصيلاً.
لا شك ان الشرق الاوسط يعاني من حسابات امنية متراكمة وذلك بسبب انه مفترق طرق وتقاطع مصالح وهو يشكل صرة العالم بسبب اهميته الجيوسياسية والاقتصادية من ناحية وبسبب الصراع العربي الاسرائيلي الذي استقطب دول الغرب وبالاخص امريكا وبريطانيا الى جانب اسرائيل مما حول الصراع من الاقليمية الى العالمية. ولقد ادركت اسرائيل ودول الغرب اهمية المنطقة من الناحية الاستراتيجية الا ان اهل المنطقة وهم العرب لم يدركوا اهمية موقعهم واهمية الدفاع عنه واهمية استقلاله وامتلاكه القدرة على بنائه.
ان العمل على تحجيم العرب ومنعهم من الاتحاد أو التقدم اصبح الشغل الشاغل للمخابرات الاسرائيلية وعملائها ومناصريها في كل مكان. فالمخابرات الاسرائيلية تعمل منذ عدة عقود على اجهاض اي جهد عربي للحصول على التقنية النووية حيث اغتالت بعض علماء الذرة المصريين في الستينيات من القرن المنصرم بواسطة رسائل ملغومة كما تم اغتيال آخرين بطرق ووسائل مختلفة، كما تم اجهاض المشروع النووي العراقي من خلال قصفه بالطائرات الاسرائيلية عام 1981م كما تم اغتيال علماء الذرة العراقيين والمصريين العاملين معهم في ذلك المشروع وتم ويتم القضاء المبرم على بقية علماء العراق بعد احتلاله من قبل القوات الامريكية والبريطانية.