هناك خطر داهم يتهدد الأمة العربية بأسرها بسبب احتكار إسرائيل للسلاح النووي، وليس أدل على ذلك من إعلان زعماء إسرائيل، ومنهم شمعون بيريز عام 1984م، بأن جميع العواصم العربية من مراكش إلى بغداد رهينة في يد إسرائيل. ومن إعلان يوفال نئمان وزير العلوم الأسبق، والذي يلقب بأبي القنبلة النووية الإسرائيلية، بأن إسرائيل تستطيع ان تدمر المنطقة العربية عدة مرات.
وفي الوقت الذي تتحلى فيه الولايات المتحدة الأمريكية بالصمت على الترسانة النووية الإسرائيلية، ولا تتخذ أي إجراء من شأنه السعي لإصدار قرارات من مجلس الأمن لنزع أسلحة الدمار الشامل لدى إسرائيل، وتتواطأ معها حول إخفاء السلاح النووي في قواعد عسكرية لتجنب أية محاولة لتطبيق أي إجراءات دولية عليها وفى نفس الوقت تشجع إسرائيل وتبارك خطواتها في ضرب المنشآت النووية العربية المخصصة للأغراض السلمية وفى اغتيال العلماء والكوادر العربية، بل وتسعى جاهدة لاستصدار القرارات الدولية لتدمير القدرات النووية العربية السلمية، ثم هي أيضا تتغاضى عن عدم انضمام اسرائيل لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، ومؤخراً تكيل الاتهامات لمصر وسوريا وليبيا بامتلاك قدرات فوق تقليدية من غازات حربية وأسلحة بيولوجية.
وتأكيداً لما سبق ذكره نورد بعض الفقرات التي وردت في كتاب صادر عن المركز التربوي الإسرائيلي عام 1992م، عن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية من عهد ايزنهاور وحتى بوش فقد ورد فيه أن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت ضمانات بمنح الحصانة للمنشآت الإسرائيلية مع عدم السماح بإخضاع تلك المنشأت النووية للتفتيش الدولي بالإضافة إلى إعطاء تعهدات أخرها "إسحاق رابين" أثناء إحدى زياراته لواشنطن باستخدام "الفيتو" في حالة المطالبة بالتفتيش على المنشآت النووية الإسرائيلية، وجاء فيه أيضا ان الولايات المتحدة الأمريكية مارست وتمارس الضغط على الصين حتى تمتنع عن بيع أي مفاعلات نووية للأغراض السلمية لمصر، مع التراجع عن أي تعهدات سابقة أعطتها الصين لمصر بهذا الخصوص، هذا بالإضافة إلى وجود التزام أمريكي قاطع بعدم السماح بانتقال أية تكنولوجيا نووية أو مفاعلات نووية إلى الدول العربية حتى الدول المعتدلة منها والتي تساير السياسة الأمريكية