لم تبدأ اخطار الاشعاعات النووية الصهيونية هذه الايام فقط، بل بدأت مع اقامة المفاعلات الذرية في الكيان الصهيوني، وتجسدت هذه الاخطار في المخلفات المشعة حيث يتم تعبئة هذه المخلفات في اسطوانات داخل المفاعلات، وخاصة مفاعل ديمونة وتدفن في صحراء النقب واماكن اخرى غير معروفة في المنطقة، وقد ظهر مؤخرا تقرير لجهات مختصة تؤكد على ارتكاب قادة العدو الصهيوني جريمة بشعة منافية لكل الاعراف والمواثيق الدولية والانسانية المعروفة عن الصهاينة دائما.
نؤكد على ان قادة الكيان الصهيوني قد قاموا بدفن مخلفات مشعة خطيرة في ارض الجولان العربي السوري المحتل مما يؤثر حاضرا ومستقبلا على المياه والبيئة والصحة في هذه المنطقة وما يجاورها من المناطق العربية السورية، كما اكدت تقارير اخرى على محاولات بذلها الصهاينة لدفن نفايات سامة اخرى في الاراضي الاردنية.
طبعا، لا يمكن لاحد ان يستغرب ان تأتي مثل هذه الافعال عن قادة الكيان الصهيوني فهم مجرمون بطبيعتهم وثقافتهم وعنصريتهم واساطيرهم وعقيدتهم واستنادا الى هذه الصفات ورغبتهم العارمة في القتل والتدمير وتهديد الآخرين، سعى الصهاينة ومنذ اليوم الاول لقيام كيانهم الغاصب لامتلاك الاسلحة النووية، ورفضهم التوقيع على اتفاقية حظر انتشار هذه الاسلحة ومنعهم وكالة الطاقة الذرية الدولية من القيام بالتفتيش على مفاعلاتهم الذرية، تدعمهم في هذا الادارات الامريكية التي تهدد وتتوعد اي دولة يمكن ان تمتلك او تفكر بامتلاك اسلحة نووية او اسلحة دمار شامل، والضجة الكبرى التي تقودها الادارة الامريكية الحالية ضد كل من كوريا الشمالية وايران ماثلة للعيان، كما ان هذه الادارة قد تذرعت بوجود اسلحة دمار شامل في العراق عندما قامت بشن حربها العدائية عليه وقد اثبتت الوقائع عدم وجودها، ورفضت الادارة الامريكية ما طرحته سورية في الامم المتحدة ومجلس الامن حول ضرورة اخلاء المنطقة من اسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها السلاح النووي، وجاء هذا الرفض الامريكي لحماية اسلحة الكيان الصهيوني.
وبكل اسف فان دول العالم تخضع للضغوط الامريكية والصهيونية حيث تتجاهل وجود هذه الاسلحة واخطارها على السلم والاستقرار، في هذه المنطقة الحيوية للعالم، مثلما تتجاهل اخطار الاشعاعات الذرية السامة وتأثيراتها على الانسان وعلى البيئة والمياه والمزروعات في هذه المنطقة، في الوقت الذي تدعي فيه هذه الدول الحرص على السلام في المنطقة، وهي تعرف تماما بان امتلاك الكيان الصهيوني لترسانة كبيرة من الاسلحة النووية يشكل عقبة كبرى امام تحقيق السلام.
ان المؤسف، والمثير للدهشة حقا صمت بعض الانظمة العربية عن اخطار الاشعاعات الذرية التي تهدد البيئة والمواطنين في بلدانهم، ونتساءل الى متى ستبقى هذه الانظمة العربية خاضعة للابتزاز الامريكي - الصهيوني؟؟