خفايا حرص اسرائيل على تطوير اسلحتها النووية.
ما يزيد الأمور تعقيدا حرص اسرائيل المستمر لتطوير هذا السلاح المثير للقلق لضمان هيمنتها على المنطقة وفرض تفوقها الاستراتيجي مع محيطها القريب والبعيد، وحرص الولايات المتحدة الأمريكية والغرب على مساعدتها وإبعاد الأنظار عن ملفها، في حين ان أحد اهداف الغزو الأمريكي للعراق بعد حصار دام لأكثر من عقد من الزمن كان بهدف تجريده من أسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي (الذي لم يتم العثور عليه)، وملاحقتها لايران ايضا للحفاظ على تفوق اسرائيل النوعي على كل دول المنطقة، وهو ما أكده 'ديفيد اولبريت' رئيس معهد العلوم والأمن الدولي وهو معهد مستقل للأبحاث في واشنطن في مقابلة اجريت معه في ايلول 1998 حيث قال :'ان جميع القوانين المتعلقة بمنع انتشار الأسلحة النووية فصلت من أجل اعفاء اسرائيل من الخضوع لها'، وهو ما يشجعها على الاستمرار في رفض التوقيع على اتفاقية منع انتشار السلاح النووي في حين اكتفت بالتوقيع على اتفاقية حظر التجارب النووية(جربت قنابلها مع جنوب افريقيا العنصرية عام 1979 في المحيط الهندي وقبلها عام 1966 في النقب)، في نفس الوقت الذي تظهر فيه اسرائيل عنادا غير مبرر في السعي لنزع السلاح النووي من كل المنطقة وخاصة ايران رغم انها بعيدة عنها الاف الكيلومترات ولا يوجد بينهما حدود مشتركة وتؤكد على سلمية برنامجها النووي، والتهديدات الاسرائيلية بضربها مستمرة، يؤيدها في ذلك 66 % من الشارع الاسرائيلي حسب استطلاعات الرأي الأخيرة، وهذا ليس ببعيد عنها حيث أخذت القانون بيدها ودمرت مفاعل العراق النووي الذي اقيم بدعم فرنسي لأغراض سلمية عام 1981، علما بان العراق كان قد تقدم بقرار الى الجمعية العامة للأمم المتحدة حول التسلح النووي الاسرائيلي عام 1979 تبعه في ذلك مصر عام 1980 ، ثم تعدل اسم القرار ليصبح 'حظر الانتشار النووي في الشرق الاوسط' ولكن دون جدوى، وما زالت اسرائيل ترفض المقترحات للتفاوض على معاهدة لاخلاء الشرق الاوسط من السلاح النووي، وهو ما يحفز العديد من دول المنطقة للبحث عن التزود بهذا السلاح بحثا عن التوازن.